Telegram Group Search
🕋 أنا النبي لا كذب (20) 🕋

نتابع٠٠٠معجزة عصمته
صلى ﷲ عليه وسلم

💢عصمته من أذى أبي جهل💢

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ :*هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ ، قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي – زَعَمَ - لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ ؟ ..فَقَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا*
[مسلم برقم 2797]


💢عصمته وهو في الغار💢

عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضى الله عنهما، حَدَّثَهُ قَالَ:*نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ،..فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا»*[مسلم برقم 2797]

💢عصمته من القتل يوم أحد💢

فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ *رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنْ شِمَالِهِ يَوْمَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابُ بَيَاضٍ مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ... يَعْنِى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ*
[مسلم برقم 2306]


💢عصمته يوم ذات الرقاع💢

فعن جابر رضي الله عنه قال: *كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع،... ونزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه. قال جابر : فنمنا نومة، فجاء رجل من المشركين فاخترط سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتخافني؟ قال: لا، ......فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت : الله،.... وفي رواية أبي. عوانة :( فسقط السيف من. يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ، قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال الأعرابي: أعاهدك على ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. قال: فخلى سبيله، فجاء إلى قومه، فقال: جئتكم من عند خير الناس* [البخاري برقم 4135].

ومع معجزة جديدة في المرة القادمة بإذن الله
♦️سلسـلة عاشـــوراء(٦)♦️


   ▪️نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ▪️


في الحقيقة كلما أقرأ هذا الحديث يثير فيِ فرحًا وعشقًا لهذا الدين القويم هذا الدين الذي لا يفرق بين عرق أو لون إلا بالتقوى، في حين أن العالم اليوم يفتقر إلى تلك القيم الإسلامية التي تساعد في حل أكبر معضلة عالمية ألا وهي العنصرية٠٠٠

*تلك المعضلة التي كادت أن تدمر العالم اليوم وتحدث الكثير من المشاكل حول العالم بل قامت حروب بسببها ولم تفلح كافة القوانين في وأد شأفة العنصرية، أما الإسلام فقد دمر كل مظاهر دعوى الجاهلية القديمة والحديثة!!!!*

*هذا الدين القويم جمع ببن بلال الحبشي، الذي كان قبل الاسلام مجرد عبد حبشي أسود، ثم حين دخل في الإسلام أصبح من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان يأمره بأعظم شعيرة وهي الأذان٠٠٠*

*وجمع هذا الدين بين صهيب الرومي وبين سلمان الفارسي، صحابة كبار لم يجمعهم إلا هذا الدين القويم، ولن يجمعهم شيء أو دين آخر، ولا فرق بينهم إلا بالتقوى٠٠٠*.

*وهنا في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»*.

*فالبرغم من القرابة الرحمية بين اليهود و نبي الله موسى، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أن ولاية الدين وأخوة الدين أولى وأفضل من القرابة الرحمية٠٠٠*
قال تعالى: *﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾* [المجادلة: 22].

*فالنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أولى بالاتباع بموسى عليه السلام من اليهود لأنهم خالفوا نهج نبيهم، حين أمرهم موسى عليه بإتباعه وبشر في التوراة بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم فخالفوا ذلك حقداً وحسداً من عند أنفسهم  فأصبحوا من المغضوب عليهم. ولا وزن لقرابتهم لنبي الله موسى عليه السلام٠٠*.

*فولاية الدين تسقط أمامها كل القرابات والولايات الحزبية والطائفية، فكل ما خالف دين الله تعالى فهو موضوع تحت قدميه الشريفتين كما قال صلى الله عليه وسلم: «٠٠٠ ألا كلّ شيء من أمر الجاهليّة تحت قدمي موضوع٠٠٠٠٠٠٠٠٠الحديث »* (صححه الألباني برقم : 2068 ) من حديث جابر ابن عبد الله

*أن الإسلام يحث على صلة الرحم فأمرها عظيم عند الله وهي معلقة عند العرش تسأل حقها عند الله تعالى، ولكن في نفس الوقت ينهى عن التعصب القبلي والعنصري، فمن محاسن دعوة الإسلام أن جمعت بين المتخاصمين كالأوس والخزرج فقد كانت بينهم حربا عظيمة حتى جاء الاسلام وطهر القلوب والافئدة بهذا الدين العظيم وأذاب كل ذلك واستبدله بأخوة الدين وما أعظمها من أخوة في الله. فالمتحابين فيه في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله*.

   ٠٠٠الله اكبر٠٠٠
٠٠احبكم في الله٠٠

*وكل آيات الخطاب في القران أنما هي حربا ضد العنصرية، فلا تفرق بين لون أو جنس أو ذكر أو أنثى حتى نهت عن التفاخر بالآباء والجنس واللون أو من يتفاخرون اليوم انهم عرب وغيرهم مجرد كذا وكذا، فهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنه من أشرف أنساب العرب إلا وكان يشدد على القضاء على كافة أشكال العنصرية القديمة منها والحديثة٠٠*

*اقرأ وتأمل معي٠٠٠٠*
هذا الحديث العظيم؛ قوله صلى الله عليه وسلم:  *« لَيَنْتَهِيّنَ أقْوامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبائِهِمْ الّذينَ ماتُوا إنّما هُمْ فَحْمُ جَهَنّمَ. أوْ لَيَكُونُنّ أهْوَنَ عَلى اللهِ مِنَ الجُعَلِ الّذِي يُدَهْدِهُ الخرءَ بِأنْفِهِ. إنّ اللهَ قد أذْهَبَ عَنْكُمْ عُبّيّةَ الجاهِلِيّةِ وفَخْرَها بِالاَباءِ، إنّما هُوَ مُؤْمِنٌ تَقيّ وفاجِرٌ شَقيّ. النّاسُ كُلّهُمْ بَنُو آدَمَ. وآدَمُ خُلِقَ مِنَ تُرابِ»* (صححه الألباني برقم 2965) من حديث أبو هريرة رضى الله عنه (كما إنه عند إلامام الترمذي)
 
*فهنا نهى النبي عن التفاخر بالآباء والأجداد وكثير ما نشاهد هذا الأمر في يومنا هذا في كل وسيلة من وسائل الإعلام، بل نشاهد قنوات كاملة لقومية معينة لا تذكر إلا التفاخر بالآباء والاجداد أو اللون والجنس المعين وهكذا مما يرسل رسائل سيئة إلى بقية الناس*

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  *«رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره»*.
(الراوى. :أنس بن مالك )
( السلسلة الصحيحة برقم : 6/297 )
 
*أي لو حلف على ربه، وقال: يا رب لتفعلن كذا وكذا لأبر الله قسمه.. الله أكبر الله أكبر ما هذا الذي يحملونه في قلوبهم حتى يبر الله قسمهم*.*إذًا٠٠٠ يا اخوة العقيدة لا تستهزئوا بالمساكين فلعلهم عند الله مكانة توزن بها الجبال ألا يكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: « قمت على باب الجنة، فإذا عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار. وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء»*( متفق عليه.)

*فهذا اليوم العظيم يوم عاشوراء يوما يحارب العنصرية بكل معانيها الجاهلية المدمرة، بكل إسقاطاتها السيئة بكل ما تحمله من قهر وظلم لفئات ضعيفة في المجتمع لفئات مقهورة فكفل الإسلام حقهم في الزكاة، وازن الإسلام بينهم وجعلهم يقفون أمامه في الصلاة صفًا صفًا، المسؤول بجانبه البدوي، وذو الجاه بجانبه الرجل الفقير، بل ويلبسون الإحرام في الحج وكأنهم يقفون بين يدي الله تعالى يوم القيامة. فلا فرق بين الغني والفقير والمسكين يوم ذاك إلا بالأعمال، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾* [الأنبياء: 47].


🌷🌷🌷نتابع بحول الله
♦️سلســلة عاشــــوراء (٧)♦️


  عاشوراء بين٠٠٠٠
   قوانين الأرض وأوامر السماء


*الصراع كان ولا يزال مفتوحا على مصراعيه بين الحق والباطل، بين الهدى والضلال، بين الخير والشر، لكن النتيجة الحتمية التى لا مرية فيها ولاريب أن الحق دائمًا في انتصار وانتشار وأن الباطل دائما في انكسار وانحسار، ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾* [الأنبياء: 18].

*أولياء الرحمن معهم الرحمن فهم منصورون، وأولياء الشيطان معهم الشيطان فهم مهزومون، وهذه سنة الله في خلقه، ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾* [فاطر: 43]
*وسنة الله في كونه ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾* [الأحزاب: 62]
*وهي مقتضى حكمته في كونه، ورحمته بخلقه، قال الله عز وجل: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾* [النساء: 76].

فكن على ثقة تامة بهذا٠٠٠

*ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويستعمل عباده لجناته: ﴿ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾* [محمد: 4].

*وهو تعالى قادر على أن يهلك الظالمين في غمرة، ويأخذهم على غرة، ويبيدهم في لحظة، ولكنه ابتلى بهم عباده المؤمنين ليكشف معادنهم، ويمتحن صدقهم، و يختبر صبرهم وجهادهم بالابتلاء يتميز الذاكر من الناسي، ويتبين الصادق من الكاذب، والعامل من الخامل، الجاحد من الشاكر، والمؤمن من الكافر، والمجاهد من القاعد!!*

*قصة موسى عليه السلام، تكرر ذكرها في القرآن فيما يقارب ثلاثين موضعًا، وهي مطابقة لما كان يعانيه الرسول صلى الله عليه وسلم من فراعين قريش، وكذا فيها من التسلية للمؤمنين، حينما يشتد عليهم أذى الكفار وبغض المنافقين٠٠*.

*فرعون الطاغية بلغ به التكبر والغرور أن يدعي الألوهية، وأن يعلن للناس بكل جرأة وصفاقة: ﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾* [القصص: 38].

*وأن يقول بملء فيه من غير حياء ولا مواربة: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾* [النازعات: 24].

*ثم يفتخر بقوته وسلطانه فيقول: ﴿ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾* [الزخرف: 51]

*ثم يحتقر موسى عليه السلام وهو العبد  المؤمن الفالح والداعية الناصح والنبي الصالح فيقول: ﴿ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴾* [الزخرف: 52]

*ولكنه حين حل به العذاب لم يغن عنه ملكه وسلطانه، ولا جنده وأعوانه، والحمد لله رب العالمين٠٠﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾* [النازعات: 25، 26].

*شعر فرعون بالخطر، لما قيل له سيولد من بني إسرائيل من يدمرك ويقضي علي ملكك، فوضع قوانين أرضية وضعية وراح يقتل الأبناء كالمرعون، ويستحيي النساء كالمجنون، لكن الله قتله بالقانون الذي وضعه، كيف؟! والحمد لله رب العالمين٠٠*

*كان فرعون يضع قوانين وضعية ليتخلص من معارضيه ولينتقم من مناوئيه في حين أن السماء كانت تصدر أوامرها ترشده للهداية اولا، ماذا وإلا فهناك انتقام قادم من رب الأرض والسموات!!*

*أرسل الله تبارك وتعالى إلى فرعون موسى وأخيه هارون  عليهما السلام بالقول اللين فأخذه فرعون بالأمر الهين.. كيف؟ ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾* [طه: 43، 44].

*ولما حانت النهاية - نهاية فرعون واتباعه - أسرى موسى بقومه من بني إسرائيل ليلًا؛ هربًا وفرارًا من بَطش فرعون وتنكيله، حتى وصل البحر، فأَتبعهم فرعونُ بجنوده بغيًا وعدوًا، ظلما وغدرا، فكان البحر من أمامهم والعدوُّ من خلفهم، حتى أوشك أن يلحق بهم ويقضي عليهم، وظنَّ أصحابُه أنَّهم لمُدركون، لكنَّ استشعارَ المعيَّة الإلهية والثقة العالية: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾*[الشعراء: 62]

٠٠٠٠الله اكبر٠٠٠

*ومن كان الله معه فمن عليه، ومن كان الله عليه فمن معه؟! من كان الله ناصره وحليفه ومعه فمعه الكون كله، الأرض معه والسماء معه والماء معه والبحر معه كيف؟!*

*أوحى الله إلي موسي عليه السلام أن يَضرب بعصاه البحرَ، فانفلق حتى جمد الماء، واتَّخذ موسى من البحر طريقًا يبسًا، سار عليه هو وقومه فنجوا جميعًا٠٠٠٠٠*

*وكان موسى عليه السلام واثق من انتقام الله للطغاة أعداء الدين، واستخلاف المستضعفين المناضلين، ﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾* [الأعراف: 129].*استعرض فرعون البحرَ
بجيشه الجرَّار العتيد، حتى إذا جاوزه موسى وقومه، أراد موسى عليه السلام أن يَضرب البحر ثانية حتى يذهب يبسه، لكنَّ الله نصحه: ﴿ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ﴾* [الدخان: 24].

*وكانت إرادة الله أفضل بكثير من إرادة موسى عليه السلام؛ حيث أراد موسى أن يَفصل البحرُ بينهما فقط، وأراد الله أن يغرق فرعون ومَن معه؛ فيخلص البلاد من فساده، وينجِّي العباد من عناده واستبداده. كيف؟!*

*وجد فرعون نفسه فجأة في وسط الماء، فأدرك مصيره المحتوم؛ وحاول أن يستدرك ما فاته، ولكن الله العدل لم يمكنه من النطق بكلمة التوحيد إلا في الوقت الضائع، حيث لا ينفع أحد إيمانه؛ فكان سوء الخاتمة جزاءً وفاقًا لما ارتكبه من جرائم وحشية في حق الشعب، ومن تطاول على رب العزة حين ادعى ـ وهو الحقير الذليل ـ أنه الإله المعبود.. عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن جبريل عليه السلام جعل يدس في فم فرعون الطين خشية أن يقول لا إله إلا الله، فيرحمه الله»*( أخرجه ابن حبان و الترمذي وصححه الألبانى)

*وسجل القرآن ما حدث في سورة طه: ﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ﴾* [طه: 77 – 79].

*وهذا هو مصير أعداء الله في كل حين، وتلك هي عاقبة المكذبين الضالين، وما ربك بظلام للعبيد، وصدق الله: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾* [العنكبوت: 40]."
.

*وكانت العاقبة للمتقين، والنصر حليفهم، متى ما تمسكوا بدينهم، وثبتوا على مبدأهم واستنزلوا النصر من ربهم: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾* [الانفال: 10].

*وهو نصر الله للمؤمنين إلي يوم الدين: ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾* [غافر: 51، 52].

*وهكذا فأن الباطل مهما انتفخ وانتفش، ومهما تجبر وتغطرس، وبالغ في الظلم والطغيان، وظن أنه لا يمكن لأحد أن ينازعه، أو يرد كيده وباطله، أو يهزم جنده وبطانته وحاشيته، فإن مصيره إلى الهلاك، وعاقبته هي الذل والهوان، متى وقع هذا الحدث العظيم، وتحقق هذا النصر المبين؟!!*

*أما فرعون فلماء الذي نجَّى الله به موسى، أغرق به فرعون، إنما نجَّاه الله ببدَنه فقط؛ ليكون عبرةً لمن يعتبر، وذكرى لمن يتذكَّر، وعِظة لمن يتَّعظ، موعظة لكلِّ جبارٍ عنيد متكبِّر في الأرض، والأنهار التي كانت تَجري من تحته أغرقَته، والمُلك الذي كان يتَّسع أمامَه ابتلعَه، والسلطان الذي كان يحيطه أهلكَه!!! والقانون الذي سنه ذبح به*


*وهذا هو مصيره ومن سار على نهجه الي يوم الدين، ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾* [غافر: 46]

🌷🌷🌷يُتبع
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّـذِينَ آَمَنُـوا صَلُّـوا عـَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
أمر الله سبحانه عباده المؤمنين بالصلاة على نبيه ﷺ عقب إخباره لهم بأنه وملائكته يصلون عليه ،ومعلوم أن الصلاة من الله وملائكته على نبينا ﷺ لم تكن مرة وانقطعت ، بل هي صلاة متكررة ، ولهذا ذكرها الله تعالى مبيناً بها فضله، وشرفه، وعلو منزلته عنده ، ثم أمر المؤمنين بها, فتكرارها في حقهم أحق وآكد لأجل الأمر ، ولأن الأمر بالصلاة عليه ﷺ في مقابلة إحسانه إلى الأمة ، وتعليمهم، وإرشادهم، وهدايتهم ، وما حصل لهم ببركته من سعادة الدنيا والأخرة.

ومن المعلوم أن مقابلة مثل هذا النفع العظيم لا يحصل بالصلاة عليه مرة واحدة في العمر،

بل لو صلى العبد عليه ﷺ بعدد أنفاسه لم يكن موفيا لحقه ، ولا مؤديا لنعمته ، فجعل ضابط شكر هذه النعمة بالصلاة عليه عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم .

إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا أنتم عليه ؛ فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليما ؛ لما نالكم ببركة رسالته
[جلاء الأفهام : (١٦٢)]

يتنافس الصالحون في كثرة الصلاة على النبيﷺ في ليلة و يوم الجمعة

كن معهم

قال ﷺ : "أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة و ليلة الجمعة فمن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشراً".
صححه الألباني.

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(جلاء الأفهام)
🐪الهجرة النبوية المباركة (١٨)🐪


تــابــع٠٠ قصة أم معبـــد

قالت أم معبد: ثم أراضوا؛ أي: شربوا مرة بعد مرة، وهو ما يسميه العرب العلل بعد النهل، قالت: ثم حلب فيه ثانيًا بعد بدءٍ حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها (ترك الإناء عندها مملوء باللبن)،وارتحلوا عنها٠٠*

*فقلَّ ما لبث حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا، بدت عظامها لهزالها وضَعفها، يتساوكن هزالًا، مخهن قليل، تتمايل هذه الأعنز من شدة الضعف، تقول: إنه أتى ضحًى وذكرت رضي الله عنها، قالت: إن مخهن قليل وذلك لضَعفهن، وما هم فيه من الجدب، فلما رأى أبو معبد اللبن عند زوجه أم معبد عجب!!!!!*

*وقال: من أين لكِ هذا اللبن يا أم معبد؟؟، والشاء عازب؛ يعني: أنها بعيدة العهد عن الرعي، لا يمكن أن تدرَّ لبنًا؟! قال: والشاة عازب حيال، إنها أيضًا لم تحمل حتى يكون فيها هذا الحليب؛ لأنه من المعلوم أن الحليب واللبن يثج من ضرع الشاة وما أشبهها بعد ولادتها، فهذه عنز لم تحمل حتى يثج ضرعها وهي كذلك أيضًا ضعيفة هزلى*

*يقول أبو معبد رضي الله عنه: من أين لك اللبن والشاة عازب حيال لا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إنه مرَّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا٠٠٠*


*👌قال: صفيه لي يا أم معبد!*
*قالت: رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، لم تعبه فجله؛ أي: ليس بضخم البطن، ولم تزر به صقله ليس بنحيل، وسيم قسيم؛ تعني: حسنٌ وضيءٌ بيِّن الحسن، في عينيه دعج؛ تعني: بذلك شدة سواد العين، وفي أشفاره وطف، تقصد أن شعر رمشه طويل منثنٍ، وفي صوته صحل؛ تعني: بذلك حدة وصلابة من غير شدة، وهي كما يقول العلماء: البحة اليسيرة، وهي أبلغ في الصوت من أن يكون حادًّا*

*قالت: وفي عنقه سطع؛ تعني: بذلك أن في عنقه شيئًا من الطول، وكذلك نور وبهاء، وفي لحيته كثاثة تعني كثرة والتفاف، أزج أقرن؛ تعني: بذلك أنه متقوس الحاجبين مع طولهما ودقتهما واتصالهما، تقول رضي الله عنها: إن صمت علاه الوقار، وإن تكلم سما؛ أي: ارتفع برأسه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأجلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، فصلٌ لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرنَ، تصف بذلك كلامه في حسنه وبلاغته وفصاحته وبيانه وحلاوته*

*قالت:وهى تكمل كلامها فى وصف الرسول عليه الصلاة والسلام: ربعةٌ لا يأس من طول؛ أي: إنه إلى الطول أقرب ولا تقتحمه عين من قصر، لا تحتقره العين حين تشاهده؛ لأنه إلى الطول أقرب، وليس بالقصير، بل هو مهاب مقبول*

*قالت: غصنٌ بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود، وتعني بذلك أن أصحابه يجتمعون عليه ويخدمونه ويسرعون في طاعته، وما ذلك إلا لجلالته عندهم، وعظمته في نفوسهم، ومحبتهم له*

*قالت أم معبد: لا عابس ولا مُفند صلى الله عليه وسلم، العابس هو الكالح الوجه، والمفند هو المنسوب إلى الجهل، وقلة العقل، وتعني بذلك أنه كان جميل المعاشرة حسن الصحبة، صاحبه كريم عليه، وهو حبيب إليه صلى الله عليه وآله وسلم*.

*فقال أبو معبد بعد أن سمع هذا الوصف البليغ: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلنَّ إن وجدت إلى ذلك سبيلًا*.

*تأملوا هذا العقل الراجح لما سمِع من هذا الخبر عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والمعجزات التي تحدث تترى بين يدي زوجه، والوصف البليغ الذي هو وصف مقام النبوة ووقارها، تمنى صحبته وأقسم أن يصحبه، فهذا هو الشرف الرفيع والمقام العالي البليغ.*

*جاء في تمام الحديث بعد أن قال أبو معبد ما قال: ولا أفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلًا، وأصبح صوت بوديان مكة عاليًا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول٠٠٠*

*جزى الله رب الناس خير جزائه*
*رفيقين قالا خيمتي أم معبد*

*هما نزلاها بالهدى واهتدت به*
*فقد فاز من أمسى رفيق محمد*

*فيا لقصي ما زوى الله عنكم*
*به من فعال لا يجازى وسؤدد*

*ليهن بني كعب مقام فتاتهم*
*ومقعدها للمؤمنين بمرصد*

*سلوا أختكم عن شاتها وإنائها*
*فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد*

*دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه*
*صريحًا ضرة الشاة مزبد*

*فغادرها رهنًا لديها لحالب*
*يرددها في مصدر ثم مورد*

*ولحق أبو معبد وام معبد بقافلة الموحدين وبايعوا النبى صلى الله عليه وسلم وكانت معجزة حلب الشاة الهزيلة سبب إسلامهما*


🌷🌷🌷 نتابع معجزات الهجرة
اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، وخَيْرُ الصَّدَقَةِ عن ظَهْرِ غِنًى، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ.
الراوي : حكيم بن حزام | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1427 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
حَثَّ الإسلامُ على الصَّدَقةِ والإنْفاقِ في سَبيلِ اللهِ، وبيَّنَ أنَّ ما عِندَ اللهِ أبْقَى ممَّا يدَّخِرُه الإنسانُ لِنَفسِه.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اليدَ العُليا -وهي اليدُ المنفِقةُ- خيرٌ وأحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ مِن اليدِ السُّفلى، وهي السَّائلةُ الآخِذةُ للصَّدَقاتِ، ثُمَّ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أنْ نَبدأَ بمَن نَعُولُ مِن النَّفْسِ والأهلِ والولَدِ؛ فإنَّ أفضَلَ الصَّدقةِ ما أخرَجه الإنسانُ مِن مالِه بعْدَ القِيامِ بحقوقِ النَّفْسِ والعيالِ، بحيثُ لا يصيرُ المتصَدِّقُ مُحتاجًا بعْدَ صدَقتِه إلى أحدٍ؛ ففي قولِه: «وابدَأْ بمَن تَعولُ» دليلٌ على أنَّ النفَقةَ على الأهلِ أفضَلُ مِن الصدَقةِ؛ لأنَّ الصدَقةَ تطَوُّعٌ، والنَّفَقةَ على الأهلِ فريضةٌ، وهذا كلُّه مِن التَّربيةِ النَّبويَّةِ على العَفافِ والرِّضا، وترتيبِ الأولَويَّاتِ في النَّفقةِ؛ حتَّى يَكفِيَ المرءُ أهلَه ومَن تَلزَمُه نفَقتُه، ثمَّ يتَصدَّقَ عن ظَهرِ غِنًى.
ثمَّ يَحُثُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على القَناعةِ والتَّعفُّفِ، فيُخبِرُ أنَّ مَن يَطلُبْ مِن نَفْسِه العِفَّةَ عنِ السُّؤالِ، أو يَطلُبِ العِفَّةَ مِنَ اللهِ تعالَى، «يُعِفَّه اللهُ» بأنْ يَجعَلَه عَفيفًا قانِعًا راضيًا بما أعطاه. «ومَن يَستَغنِ» أي: مَن يَطلُبِ الغِنَى مِن اللهِ تعالَى، أو مَن يُظهِرِ الغِنى بالاستِغناءِ عن أموالِ الناسِ والتَّعفُّفَ عنِ السُّؤالِ حتى يَحسَبَه الجاهِلُ غَنيًّا مِنَ التَّعفُّفِ، «يُغْنِه اللهُ» بأنْ يَملأَ قَلبَه غِنًى، فيَصيرَ غَنيًّا بقَلبِه؛ لِأنَّ الغِنى في الحَقيقةِ هو غِنى النَّفْسِ.
2025/07/06 16:53:13
Back to Top
HTML Embed Code: